القائمة الرئيسية

الصفحات

نماذج من التعثرات الدراسية في اللغة العربية بالابتدائي وسبل المعالجة


الكتابة في المستوى الأول :
قد لا يستطيع بعض الاطفال الذين يعانون من اضطرابات كتابية مسك القلم بشكل صحيح، وقد يواجه آخرون صعوبة في
كتابة بعض الحروف فقط، وقد تعزى هذه الصعوبات إلى اضطراب في تحديد الاتجاه أو صعوبات أخرى تتعلق بالدافعية.
وتحتل الكتابة المركز الأعلى في هرم تعلم المهارات والقدرات اللغوية، حيث تسبقها في الاكتساب مهارات الاستيعاب والتحدث
والقراءة، وإذا ما واجه الطفل صعوبة في اكتساب المهارات الثلاث الأولى فإنه في الغالب سيواجه صعوبة في تعلم الكتابة
أيضا...
رابط تحميل الملف كاملا من هنا :
شاهد الملف على درايف

المهارات الأولية والأساسية للكتابة:
لا يستطيع عدد كبير من الأطفال تطوير مهارات الكتابة اليدوية لعدم إتقانهم عددا من المهارات الأساسية لتطوير مثل هذه المهارات، وتشتمل المهارات الأولية على عدد من المهارات:
- القدرة على التحكم في العضلات الدقيقة وعلى مسك القلم بالطريقة السليمة ووضع الورقة أو الدفتر بالشكل المناسب
للكتابة .
- إدراك المسافات بين الحروف والعلاقات المكانية مثل (تحت - فوق)والاتجاه من اليسار إلى اليمين و من اليمين إلى اليسارو تقدير حجم الشكل - صغيرا أو كبيرا و تمييز الأشكال والأحجام المختلفة والقدرة على تقليدها و القدرة على رسم الأشكال الهندسية.
أنماط صعوبات الكتابة :
يواجه الأطفال عدة أنواع من الصعوبات في تعلم الكتابة :
- عدم إتقان شكل الحرف وحجمه ، والصعوبة في تذكر شكل الحرف، والزيادة أو النقصان في شكل الحرف كإضافة نقطة أو حذفها مثل و عدم الاستعداد لاستخدام أشكال وأحجام مختلفة وعدم التحكم في المسافة بين الحروف و الأخطاء في التهجئة وفي المعنى.
- صعوبات الكتابة واستخدام اليد اليسرى (الأعسر) :
على الأستاذ(ة) السماح للتلميذ الكتابة باليد التي يفضل الكتابة بها، سواء أكانت اليسرى أواليمنى، وعلى أي حال لابد من الإشارة إلى بعض الصعوبات التي يواجهها الذين يكتبون باليد اليسرى:
- يضع كثير من هؤلاء التلاميذ أيديهم فوق السطر أثناء الكتابة ليتمكنوا من مشاهدة ما يكتبون، وتنتج هذه المشكلة عن إمالة الورقة لتناسب وضع الجسم عند الكتابة.
- إمالة الكتابة بشكل كبير تجعل من الصعب على الأستاذ قراءة هذه الكتابة وليست هناك أدلة كافية تثبت أن الذين يكتبون باليد اليمنى أسرع في الكتابة من الذين يكتبون باليد اليسرى.
القراءة في المستويين الأول و الثاني :
حسما لي تردد أو لبس يكتنف تدريس مادة القراءة، نؤكد بداية على الأهمية الاستراتيجية لتعليم القراءة والكتابة كمدخل لأي تعلم/
إن التلاميذ المبتدئين في تعلم حروف اللغة العربية يواجهون مشاكل على الرغم من أن عدد هذه الحروف محدود ، فهم يرون أن هذه الحروف تتغير وتتبدل صور كتابتها مما يؤدي إلى تعدد شكل الحرف الواحد تبعا لموقعه من الكلمة، ويمكن تلخيص ما يواجهه الأطفال في تعلم الحروف العربية في النقاط التالية :
- تعدد صور الحروف العربية وتنوعها في حالتي اتصالها وانفصالها وفي حالة موقعها من الكلمة، فكتابة حرف العين مثلا تختلف في شكلها حين يأتي هذا الحرف في أول الكلمة أو في وسطها أو في آخرها.
- إن الحركات الخفيفة " الصوائت " في اللغة العربية يرمز لها بالحركات الثلاث وهي الضمة والفتحة والكسرة فنقول مثلا جَـلَـسَ وهذه الحركات لا تظهر في كتابتنا العادية ويلحظ أننا حين نثبتها فوق الحرف أو تحته فإنها تأتي نافرة عن السطر .
- تتناوب بعض الحروف في اللغة العربية في مجيئها تارة من الصوائت ومجيئها تارة أخرى من الصوامت وهو أمر يترتب عنه اختلاف لفظها حسب الأحوال والظروف ، فمثل الياء في كلمة ( ينوي )هي غير الياء في آخر كلمة ( ناوي).
- أما بالنسبة لمشكلة الحركات ، فالحركة في اللغة العربية ليست إلا حرفا ، لأنها تدل على صوت خاص غير الصوت المدلول عليه بالحرف الذي توضع عليه الحركة ، فالفتحة والضمة والكسرة حروف صائتة ، لذلك يجب أن تعامل كحروف وأن تعلم كالحروف ، وهذا ينطبق أيضا على التنوين فهي حروف مركبة [ أَنْ – إِنْ – أُنْ] . وأما حركة السكون فلا تدل على صوت.
- أما فيما يتعلق بمشكلة بعض الحروف التي تكون صائتة تارة وصامتة تارة أخرى كالواو والياء مثل ( وعد ، نور ) –( ينال ، ديك ) ففي مثل هذه الحالة لا داعي لأن يقول الأستاذ(ة) للمتعلم (ة) بأن هذا الحرف ( و ) يلفظ أحيانا ولأ يلفظ أحيانا أخرى ، بل يعلمه بأنه حرف صائت ( يلفظ ) وبعد أن يتدرب عليه ويستعمله كثيرا يعلمه الحرف كصامت مع الإشارة والتنبيه إلى الشبه الحاصل بين الصوتين
- و من بين أهم الصعوبات التي تعترض عملية الاستيعاب لدى المتعلم(ة) في مادة القراءة في المستوى الأول:
*عدم  القدرة على التمييز بين الحروف المتماثلة في الشكل و المختلفة في الأعجام من مثل: ( ب ، ت ، ث) ، (ج ، ح ، خ) ،( د ، ذ ) ، ( ر ، ز ) ، ( س ، ش ) ، ( ع ، غ ) ... الخ
*عدم  القدرة على التمييز بين الكلمات المتشابهة في الشكل مع اختالف في أعجام الحروف من مثل: ( بنات ، نبات ، ثبات ) ، ( جزر، خرز) (صيف ، ضيف ) ، ( حبر ، خبر ، خبز ) ... الخ.
* ضعف القدرة على التمييز بين أصوات الحروف المتقاربة في النطق مثل ( س ، ص) ، (ق ، ك) ، ( ظ ، ذ) ، ( د ، ض) ، ( ت، ط)
* اللفظ غير السليم للحروف التي تتشابه أصوات بعض حروفها من مثل: ( صائد ، سائد ) ، ( صالح ، سائح ) ..الخ 
* النطق غير السليم لبعض الحروف في الفصيحة وبعضها في العامية حسب اختلاف البيئة المحلية للتلميذ(ة) مثل :
( ث ، ت ، س) ، ( ذ ، ز ، د ) ، ( ظ ، ذ) ، ( ض ، ظ ، د ) ، ( ق ، ك ، أ ) ( ش . ك ) 
أما التعثرات التي تقتضي من الأستاذ(ة) تتبع و معالجة مستمرة في حصص القراءة جميعها : مخارج الصوات وصفاتها، استبدال المخارج ، التفخيم والترقيق ، التهجي وعدم التقاط الكلمة والنطق بها دفعة واحدة، عدم التمكن من آليات القراءة ( البدء والاسترسال والوقف) ، فهم المقروء فهما أدق ، السرعة في الانتقال من الملفوظات إلى المعاني ، التنغيم ، و حسن الإيقاع ، ضعف القدرة على قراءة كلمة ، ضعف القدرة على تركيب كلمة من حروفها و ضعف القدرة على تركيب كلمة من مقاطعها.
ومن الضروري وضع خطة لمختلف الوضعيات التي سيعرفها الدرس القرائي، وأن تكون هذه الخطة في ضوء حاجات واقعية مستخرجة من التقويم الذي يعكس الحاجات الفعلية والمتنوعة لتلاميذ القسم بمختلف مستوياته وطبعا يتطلب الأمر توفيروسائل ملائمة للأنشطة المطلوب إنجازها.

الدرس اللغوي في المستوى الثاني :
يدخل في اختصاص السنة الثانية من التعليم البتدائي تجاوز مختلف المعيقات والنقائص وحل مختلف المشكلات التي يمكن أن يحملها التلميذ معهم بفعل تعدد المستويات واختلاف القدرات وتفاوت المستويات الديداكتيكية من قسم لآخر، ولما كان هذا المستوى يضطلع بمهمة الإنقاذ والتصحيح والدعم والإغناء فإنه أيضا يهدف بيداغوجيا إلى:
ـ أن يكتسب المتعلم إمكانيات مكملة : (قراءة سريعة وسليمة بمزيد من التدريب على مختلف متطلبات القراءة من فهم واستيعاب وسرعة وترقيم الوقف..)
ـ أن يطور أداءه الخطي الكتابي (خطا ونقلا وإملاء) بالتمرن على سلامة وجمالية الكتابة وسرعتها.
ـ أن يمتلك ناصية التعبير الشفوي بسهولة ويسر وأن يوسع مجالات استعماله وفي وضعيات متعددة وأن يتدرب على الانتقال منه إلى التعبير الكتابي، فيعبر ويكتب ما يعبر عنه، ويقرأ ويكتب ما يقرأ..
وانطلاقا من مكونات الدرس اللغوي من تعبير وقراءة وكتابة وباقي المواد التي تدرس باللغة العربية الفصيحة يمكن أن تتم مجموعة من الأنشطة والممارسات : تمارين وأسئلة وبحث وأجوبة وتحليل وتركيب وتنفيذ الإرشادات وحوار ومقارنة وتمييز وتخطيط وإنجاز وتقييم وحكم واستماع وحفظ واستظهار وتلخيص وتوسيع... أنشطة تتناول مختلف البنى اللغوية وأنساقها الصوتية والدلالية والصرفية والتراكبية، تطبق عليها مجموعة تمارين وتمهيرات بقصد التركيز والتثبيت والمران والنقل والتوظيف والتحليل والتركيب.
- تخطيط العمل وتوفير وسائله، مسألة حيوية لنجاحه:
̈ من الضروري وضع خطة لمختلف الوضعيات التي سيعرفها الدرس اللغوي، وأن تكون هذه الخطة في ضوء حاجيات واقعية مستخرجة من التقييم الذي يعكس الحاجيات الفعلية والمتنوعة لتلاميذ القسم بمختلف مستوياته وطبعا يتطلب الأمر توفير وسائل ملائمة للأنشطة المطلوب إنجازها وأن تتوفر أركان بالقسم كركن للقاموس، وآخر للتمارين والألعاب القرائية والكتابية، وثالث للنتاج؛ كلها تحتوي على مجموعة تمارين وتمهيرات، وتداريب على ألعاب القرائية، وإرشادات للتطبيق:
- بطاقات القاموس: ابحث عن شرح الكلمات
- ابحث عن قاموس الفلاحة في البطاقات المتوفرة واذكر ما تم إغفاله وأنت تعرفه.
- بطاقات البحث وإنجاز التوجيهات وتنفيذ الإرشادات .
- بطاقات اختيار الأجوبة المناسبة لأسئلة متنوعة.
- بطاقات اختيار الأسئلة المناسبة لأجوبة محددة.
- بطاقات الألغاز: من يكون؟ ماذا يقصد؟ هل عرفته؟
وبطاقات أخرى كبطاقات المفاجأة، أكمل بشكل مناسب..الخ؛ واقرأ ولخص؛ واكمل القصة؛ واستعمل الضمائر في محلها، واقرأ واحك وهلمجرا.
- بطاقات البحث عن جمل وكلمات: اجمع أجزاء النص المتعلق ب(...) وأعد صياغته ،اجمع أجزاء الحكمة التي تعني(...) وأجزاء قصة (كذا.)
- بطائق للأسئلة التقويمية المتنوعة، للعمليات الكتابية وللفهم وغيرهما.
- وهناك تمارين وألعاب أخرى لتدريب قدرات معينة؛ كتمارين اسمع وتذكر أنظر واكتب اقرأ واحك..( حسن الاستماع والانتباه والتركيز...)
- تقرأ القصة ويطلب من قارئها إعادة سردها . أو يطلب من أحد المستمعين القيام بذلك. بغاية تدريب: ( الانتباهوالتذكر...) 
- اقرأ لائحة بأسماء قاموس متعدد المجالات ( من 5 إلى 10 كلمات فصاعدا ) في زمن محدد بالثانية ثم يطلب ذكرها؛ وكتابتها.
- اقرأ بسرعة في زمن قياسي مناسب، ثم أعلن ما قرأت. واسمع وأعد ما سمعت..
- احك ما قرأت؛ واكتب ما قرأت.
وهناك تمارين متعددة لتربية الذوق القرائي وتقوية الإقبال على القراءة وفق مراحل متدرجة:
- التعرف على مرفولوجيا النص أي: مكوناته، وكذالك القاموس ومعانيه المباشرة الشرح، والفضاء الذي تنتظم فيه الأحداث وتأثيثه والأفعال والأزمنة وأشخاص النص ومواقعهم وأهميتهم والأحداث والظواهر .
- تمارين أذكر الظروف والأوضاع والتحولات التي طرأت على: المكان ـ الأشخاص ـ الطبيعة..
- أذكر الموقف المطلوب في هذه الحالة ؟
- استخراج أفعال مثلا وحسب الاقتضاء تدل على الرحمة والرأفة أو القوة والعنف أو الجمال والروعة..
- البحث في المعاني العميقة ك: (يراد بذلك.. يقصد بذلك.. يريد أن يقول..) البحث في الصيغ البلغية والدلالات الكامنة وراء السياق .
وهناك تمارين أخرى وتداريب وتمهيرات لتدريب المتعلمين على النتاج القرائي والكتابي:
وذلك بتدريبهم على إنتاج نصوص على المنوال باستعمال صيغ وأساليب محددة ، كما يمكنهم أن يبنون نصوصا من خلال تركيب محتويات ركن بطاقات البحث عن جمل وكلمات وتجميع أجزاء نصوص مختلفة.
ويمكن أن تعطى للتلاميذ فرصا حرة ليقترحوا قراءات خاصة بهم وكتابات يستعملون فيها صيغا وأساليب من تركيبهم أو يحكون قصة قرءوها أو ينتجونها باعتماد خيالهم..
وعلينا أن ل نتوقع النتائج من أول وهلة، وأن لا تخيفنا أخطاء التلاميذ المطردة بفعل التشابه أو التداخل، والأخطاء المنطقية المترتبة عن التجريدات؛ فكل ذلك يمكن التغلب عليه بالاستمرار والإلحاح والتجديد في التمارين وفي خلق أجواء من المتعة والتشويق.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات